منتدى الحقيقة المحمّديّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


" ما عرفني حقيقة غير ربّي "
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فار التّنّور بشرح "صلاة النّور" للشريف الحسني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادم النّعال
Admin
خادم النّعال


المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 01/05/2014

فار التّنّور بشرح "صلاة النّور" للشريف الحسني  Empty
مُساهمةموضوع: فار التّنّور بشرح "صلاة النّور" للشريف الحسني    فار التّنّور بشرح "صلاة النّور" للشريف الحسني  Emptyالثلاثاء مايو 06, 2014 7:22 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ورضي الله عن شيخنا الجيلاني

الحمد لله واجب الوجود، والصّلاة والسّلام على النّور الممدود، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما.
أمّا بعد:
فهذا شرح بسيط لمعاني الصّلاة الذّاتيّة، للإمام القطب أبي الحسن الشّاذلي الحسني قدّس الله سرّه، ركّزت فيه على الناحيّة العرفانية، والله المستعان .
"الصّلاة الذّاتية"
( اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد النّور الذّاتي، والسّر السّاري في سائر الأسماء والصّفات، وعلى آله وصحبه وسلّم )
وهي في الحقيقة من أعظم الصّلوات، رغم قصر لفظها ولكنّ معناها عميق، لكونها تشير إلى مقام " الصّلات العينيّة، وكيف لا وصاحبها من أئمّة أهل البيت الأفراد .
الشّرح العرفاني
" اللّهم " لفظ الجلالة علم على الذّات الواجب الوجود، وهو مظهر الإسم الأعظم المكنون، الذي لا يطلع عليه إلّا أهل الفتح الأكبر.
وكلا مشربي الذّات خاص بالحضرة المحمّديّة، فالإسم المفرد ـ الله ـ محتد لظاهره المحمدي صلى الله عليه وسلم، والإسم الأعظم محتد لباطنه الأحمدي صلى الله عليه وسلم، ومن هنا يقولون أنّ الحقيقة المحمديّة مظهر للإسم الأعظم .
ولذا كان لكلّ نبي إسم يظهر به، إلّا سيّد الوجودصلى الله عليه وسلم، فإنّه لمّا كان ذاتيا تفرد بالإسم الأعظم، هذا في حقيقتهصلى الله عليه وسلم، وأمّا في تنزله فإنّه ظهر بالإسم المفرد الجامع ـ الله ـ والذي هو محتد سيدنا آدم ، والذي هو خليفة لسيد الوجود صلى الله عليه وسلم .
ومن فهم هذا، علم السّر من وراء الصّلاة بالإسم المفرد دائما، والذي يحمل إشارة إلى التّحقق الذّاتي الأحدي، وأمّا خواص الخصوص فإنّهم يصلّون عليه بالإسم الأعظم، وقليل ماهم !! وتلك هي حقيقة الصّلاة، لأنّ الأذكار والصّلوات لا تتفاوت بألفاظها، وإنّما بأحوالها ومعانيها ..
و " الميم" التّابعة للفظ الجلالة، هي ميم الجمع المحمدي المحيطة بدائر الإمكان، وفي إتصالها بلفظ الجلالة إشارات دقيقة للصّلة العينيّة .
و" على" حرف استعلاء، وهو في حق الله تعالى، لأنه هو الأوحد الذي يعلو أمره وتجلياته على الحضرة المحمدية، أمّا نحن فيجب علينا التأدب ونسب الفعل لمولاه تعالى .
" سيّدنا" والسيادة واجبة للمقام المحمدي، حتى وإن في إسمه الشّريف دلالة كافية على التعظيم والتّبجيل، لأنّ " المحمد" أبلغ من " السيد" فقد يكون السيادة نسبية خاصة ببعض المجالات، ولكن "المحمّد" هو المحمود في كلّ الشؤون، فيشمل كلّ معاني السيادة، ولكن هذا لم يفهم المعاني، ولهذا كان السلف يستغنون عنها .
وإنّ السيادة تختلف على حسب المراتب، فسيادة الرّبّ تعالى هي سيادة ألوهية مطلقة، وسيادة الحبيب صلى الله عليه وسلم هي سيادة نبوّة وأفضلية على العالمين ...وهكذا .
" صلّ" والصّلاة عند العارفين حمالة أوجه، وأقرب معانيها : هو أنّها تجليات ذّاتيّة أحديّة، على الحضرة المحمدية، بمقتضى الصّلات العينيّة، من الأزل إلى الأبد .
وأمّا غايتها : فهي أنّها مجهولة الكنه، لكونها صلة بين حضرتين مجهولتين، وأنّى للخلق بالحقيقة المحمّديّة، وأنّى لهم بمشربها الذّاتي الصّرف ؟!
ولهذا علمنا صلى الله عليه وسلم أن نرد أمرها، إلى العالم بقدرهتعالى، فقال لنا قولوا " اللّهم صلّ .." فلسان حالنا يقول: " اللّهم إنّك أمرتنا بالصلاة على حبيبك الأعظمصلى الله عليه وسلم، وأنّى لنا بمقامه الأعلى، فصلّ عليه أنت كما يجب له .
وعليه فإنّ الصّلاة حقيقة لا تصدر إلّا من الله تعالى، وما منّا نحن ولا الملائكة سوى الدّعاء والتّوسل بها إلى الله تعالى .
" محمّد" علم على الذّات المحمّديّة في حال تنزلها الجسدي، كما أنّ إسم سيّدنا " أحمد" علم على الروح المقدس، وأمّا إسمه الأعظم الخاص بالحقيقة المحمّديّة، فإنه مطلسم مصون، لا يمسه إلّا المطهرون .
" النّور الذّاتي" والنّور هو ما ترى به الأشياء، والنّور المحمّدي ترى به حقيقة الأشياء والأمور، فهو الذي به تنجلي لنا أنوار الحق تعالى، وكأنّ العماء ظلمة دامسة، فلا تتجلّى إلّا بالنّور الذّاتيصلى الله عليه وسلم .
ونسبة النّور إلى الذّات هنّا؛ على معاني منها :
• أنّه صلى الله عليه وسلم النّور الذي به تشهد الغياهب الهويّة، فضلا عن شهود الغيوب الصفاتيّة، بله الغابات الآثاريّة .
• معنى " النّور الذّاتي " النّور المخلوق بالتّجلي الذّاتي، لأنّ كلّ من سواه صفاتيون، أو أفعاليون، فإضافة النّور إلى الذّات،هي كالنسبة المحتدية، فهو العبد الذّاتي إيجادا وإمدادا، تعبّدا وفتحا، وهذا أعلى الكمالات المحمّديّة .
• معناه أنّه صلى الله عليه وسلم: مجلى ذات الحقتعالى، ومظهر أحديته الأوحد، وذلك بعدما حقّق العبوديّة المحض، تحقّق بالمشرب الذّاتي الصّرف، فكان كالمرآة لانعكاس الشّؤون الأزليّة على الآباد، من غير حلول ولا اتّحاد .
"السّر السّاري في سائر الأسماء والصّفات "والسّرّ هو الأمر المكنون عن الإدراك، ويطلق عليهصلى الله عليه وسلم من عدّة أوجه، إجمالها في أنّه سرّ الحضرتين : الحضرة الإلهيّة المطلقة، والحضرة الخلقيّة المقيّدة .
والشّيخ هنا يعني بها الحضرة الكبرى، وكونه صلى الله عليه وسلم السّاري في سائر الأسماء والصّفات، لأنّه النّور الذّاتي، ولا يتأتّى لغير العبد الذّاتي، أن يكون سرّا لكلّ الأسماء والصّفات، لأنّ الصّفاتيين من أنبياء وأملاك وصدّيقين، لايمكنهم التّحقق بكلّ الصّفات.
وإنّ لفظة "سرّ الأسماء والصّفات" ؛ عميق جدّا، ومن معانيه:
• أنّ معنى السّريّة السّاريّة هي " العلّة الغائيّة " من وراء ظهور الصّفات من العماء ، وتأثير الأسماء في الأكوان.
• أنّ السّريّة تلك هي " الرّحمة المطلقة" المعبر عنها بقولهتعالى : ( وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين)، والتي تسبق تجلي كلّ إسم في الكون، بإشارة الحديث القدسي ( رحمتي سبقت غضبي).
• أنّ السّريّة تلك هي " الواسطة العظمى" القائمة مابين حضرة الأسماء، وبين حضرة الإمكان، فلا يتجلّى إسم إلّا بواسطة برزخيته صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : ( إنّما الله المعطي وأنا القاسم ) .
"وعلى آله " وأهل البيت عندنا على نوعين :
- خصوص: وهم أهل الكساء، ومن تناسل منهم إلى يوم الدّين .
- وعموم : وهم أقاربه صلى الله عليه وسلم من بني هاشم .
"وصحبه " والصحابة هم من تشرفوا بصحبة ذاته الجسديّة، ولهم مقام مخصوص وأحكام مخصوصة، ورتبتهم محض فضل وامتنان، من دون جَدّ ولا جِدّ، وهم كذلك عموم وخصوص، فالخصوص هم رضي الله عنهم، والعموم من اجتمع بروحانيتهصلى الله عليه وسلم من بعد انتقاله يقظة .
"وسلّم" والتّسليم هنا ليس من جنس الصًلاة، حتّى نطلبه من الله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم، بل هو حال يجب أن نسلكه مع سيّدنا ومولانا رسول اللهصلى الله عليه وسلم، فنسلّم له في كلّ ما أمر به ظاهرا وباطنا، كما قال تعالى : ( فلا وربّك لايؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممّا قضيت ويسلّموا تسليما) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://haeika.forumalgerie.net
 
فار التّنّور بشرح "صلاة النّور" للشريف الحسني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحقيقة المحمّديّة :: الصّلوات العرفانيّة-
انتقل الى: