بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قال الشيخ ابن سبعين قدس اللّه سره:
الحمد للّه الذي بنوره يعلم و يعبد، و بحضوره يعرف و يشهد، الذي خلق النيّرات و النجوم المسخرات، و أودع الأرواح سر عهده الأول الأوصل، و ذكرها صورة المفارق للمواد، و جعل القلوب مظاهر ملكه الأكمل، و زينها بالعلوم و العقل المستفاد، و جعل طريقة خليله إبراهيم u بما ظهر من الأنوار لعالم الإنسان، وطريقة حبيبه محمد e بما بطن من الأسرار، و خصّه بمقام الإحسان، فكان ذلك مريدا و كان هذا مرادا.
فاعلم أنت وأهل الدّرجات، أنّ نور السّموات والأرض رسول اللّه e مظهره ومشكاة مصباحه ووحيه زيتونة زيتها، ثمّ هوe نفسه نور اللّه، وكذا وحيه ومعجزاته وآياته، ومجموعة ما قال في ذلك و بعد نور النّبوة و اتصافه بها.
و قوله e : )اللّهم اجعل لي نورا في قلبي ونورا في جسمي ونورا في شعري ...، وتتبع جوارحه كلها كذلك؛ ثم قال e : (واجعلني نورا ) .
ثمّ كان e يذكر اللّه في كل زمان فرد، والقرآن من أسمائه النّور، وكان يتلوه وعليه أنزل بالملك تارة، وتارة من حيث روعه الداخل، ثمّ طلب الرّفيق الأعلى عند موته، ومحل الأنوار وروحه هناك يتنعم، فهذه أنوار معها أنوار، وأنوار بعد أنوار وقبل أنوار، ثمّ أنوار لا نهاية لها، ثم نور اللّه الذي لا يحد ولا يكيّف، لا يفوته في روحه وعقله وحسّه وخياله وجميع مواده البّاطنة والظّاهرة، ثمّ أنوار آيات تلحق بذاته ينبغي أن يقال لا نهاية لأنواره.
ثمّ إذا نظر إلى مضافها وإلى مشارها، بالجملة وإلى جملة ما هو عليه لا ينبغي للعاقل إلاّ أن يقول: ( ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ) .
وبعد هذا كله لو سمعت من المحققين من أمته: ما هي الأنوار؟ وإلى كم تنقسم؟ وما المراد بها؟ وما عالمها وكونها؟ .
هي عندهم عوالم الاتصال الثّلاث، و الكمال الثّاني، و بعد هذا كلامهم فيها.
• و في التّجـليات هو المطلب الأقصى للمباحث، والمتألّه بالأمر الخاص العزيز، ولهم ماهو أعلى، فكيف لسيّدهم الذي هو السبب لذلك كله، وهو الصّورة المفيدة لذلك،
• و مما يصلون إليه حتى أنهم يضحكون من الأنوار العقلية التي يشعر بها اصطلاح الحكماء! و كذلك يعللون مراتب المثل المعلقة بعد الطّبيعة بالجملة، وأنوار التولد والاستدلال، وغير ذلك بالكليّة، والأنوار الحادثة في النفوس الجزئية،
• و كذلك يسخرون بالأنوار المضافة بعد علم الثالوجي، علم الوحدة، و علم أحكام التوحد هناك.
• و لهم في الأنوار جملة مقاصد ما هي قبيل من يذكر عندهم، فإن أضعف أنوارهم عواشق الأفضل ممن تقدم.
فاعلم أني قلت ذلك لكي تتنبه.
و أما أنوار المقامات و الأسماء عندهم ثم الأنوار الباطنة و الخلافة الآلية «2»، و نور الإحاطة، و نور التقدير المثالي، و نور التعرض الذي يصحب لصاحبه السكينة، ثم نور اللّه الذي إذا فرض دائرة وضعية كان الحق المحض ذات المقدر الواقف.
فاعلم يا هذا من يكون الضعيف من أمة محمد e، يجد أن هذا عين المحبوب الأعز عنده، ثم يطلب له بيان حال مجده، إن كان يريد أن يبين ذلك ببرهان فهو صاحبه بالجملة، و إن كان يريد أن يبين البين فهو يتحرك في سلسلة جنونه، و ينوع السخف، و يقسم أشخاص فنونه، و إن كان على جهة أن يقال هذا يقول: و هذا ينطق بكذا، و يروم أن يحمد، فقد قصم ظهر قوله: (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، فمن أمر من أجله رجال اللّه ألا يرفعوا أصواتهم، فكيف يسمح به أن يتهم أن يدبر بغير مجده الإلهي؟!.
أعوذ باللّه من الحرمان، التوبة يا غير خبير! التوبة يا غبي الذات! التوبة يا غافل! التوبة يا غالط! التوبة يا جاهل! التوبة يا ضعيف المجموع! و سلام على من اتبع الهدى.
أنواع أنوار رسول اللّه e .
اعلم أن أنوارهe تختلف باختلاف متعلقاتها ومضافاتها، ومن حيث الأقل والأكثر، والأشد والأضعف، هذا بالنظر إلى نوع النّوع لا أنها تنقص أو تضعف من حيث أنها أنوار إلا بأمر يلحقها في نفس الأمر؛ فمن ذلك:
( 1 نور العزة
- فهو نور الشّهادة التي تقال مع شهادة اللّهY، هذا كشف عن عزته عند اللّهY.
ومنها أيضا في جملة أحكام أمته e فيها يتبع كالتشهد في الصّلاة والآذان.
2) نور الغاية الإنسانية.
فهو شأنه الذي كان ليلة الإسراء، فإن الأنبياء خير البشر جاز عليهم في السّموات ثمّ تركهم و قطع عوالم الملأ؛ فهذه نورانية كشف بها أنّه وصل الغاية و بلغها ثمّ وصل إلى محل الكروبيين، ثمّ إلى أكثر ثم إلى آخر العمارة الروحانيّة و الجسمانيّة.
(3 نور الإدراك .
فإنّه أدراك اللّه وأبصره على أي نوع كان وعلى أي مذهب إن كانت العلمية أو الآخرى
ثمّ كان يبصر من خلفه e كما كان يبصر من أمامه، وأيضا إدراك الجنة قبل موته، وأيضا كوشف عن الذي في قبره يعذب، وأيضا كشف له عن الجنة في عرض الحائط، وأيضا أبصر الملك على صورته التي خلق فيها ثم على أنحاء بعد ذلك هذا نور كشف له عن أعز المدركات كلها.
4) نور النّبوة.
فهو ما له ظهر من الآيات وما تحدّى به من المعجزات، ثمّ ما أدرك من النّوع الأكمل، هذا كشف له به عن مقام النبوءة و أظهر اللّه به قدره و مكانه.
5) نور النشأة.
فهو الذي كشف له مكانته وعناية اللّه به وحفظه، وما فعلت الملائكة به، وتطهيره وشق بطنه، واتصافه بما يجب وكونه كان يتيما محفوظا، حتّى إن أمه الأولى حدثت عنه e أنه كان يسبح في بطنها وعند ولادته تعنى، وأمّ تربيته كذلك كانت تقول إذا أكلت الطعام المختلف فيه لا يشرف لبنها، و جملة الأمر كان مجموع قرائن أحوال رسول اللّه e .
6) نور السابقة.
فكونه في الأول أريدَ بذلك، فإنّه قد أخبرe أنه سيد ولد آدم، وكان وكلّ ذلك عن اللّهY، و خبر اللّهY لا يتغير، و كذلك علمه لا يتبدل.
وأيضا كونه قال: «كنت نبيّا وآدم بين الماء والطّين» فكشف له هذا الطين أنه كان مشتهر ما بين الأنبياء في الأزل؛ قبل الكون و أظهر أنه نبيّ، وهو ممكن الوجود وقبل كونه وهذه أيضا سابقة ثانيّة.
وكذلك اسمه في اللّوح إذا أرادت الملائكة ترحم عباد اللّه، و تدعو اللّهY فيهم لكي يدفع أو يرفع عنهم العذاب النازل- قصدوه و توسلوا له به.
7) نور التّشريف.
فهو النّور الذي كشف له عن الخصوصية الملكوتية، ورسم اسمه مع اسمه في اللوح وكتب بالنّور.
نور التّدلل.
كشف له عن مقام القرب و هو قوله تعالى: ( ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى ) لأمر.
9) نور التّركيب:
فهو الذي انكشف له به عن الغاية العظمى في التّوحيد، فإنّه كان إذا فكر في الموجودات ثم في النّظام القديم، ثمّ في سرّ القدر، ثمّ في الأمور العالية، كان يغان على قلبه؛ إذا ركب هذه المعلومات العزيزة.
( 10 نور المولد:
فإنّه كشف له عن سعادة مولده بالبرهان الفلكي الإلهي السّماوي، فإنّه كان له نصبة عجيبة لم يبصر قط في أيام العالم مثلها، ثمّ ظهر يوم مولده في الآفاق مائة معجزة منها: خمود نار فارس، وانشقاق إيوان كسرى، وزلزلة أبداد الهنود.
11) نور الخلقة :
فكان e يظهر بين عينيه النّور الذي لا يخفى على أحد، حتّى إنّ من العرب من كان يغنيه في إيمانه عن طلب المعجزة و الآية منه.
ومع ذلك أيضا النّور في تبسمه وفي جبينه، كما حدثت السيّدة عائشة رضي اللّه عنها، وفي موضوعه كلّه، وكلامه وأفعاله وحركاته كل أكوانه وما ظهر من خلقه، وما بطن من مجموعة أنوار هذا في أصل وضعه.
وكيف وهو أيضا قد قالe : (اللّهم اجعلني نورا) بعد ما عدد أجزاء بدنه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهذا كشف له أنّه النّور، بل نور النّور الرّوحاني و الجسماني.
12) نور التربية:
فيما كشف له عن العناية الحافظة له والعصمة الإلهية التي لا يشترط فيها العقل وأسباب التّكليف، والعلامات مثل السّحابة التي كانت تظله، وما ظهر في بنيان البيت، وهذه كلها أنوار كاشفة لأمور خارقة للعادة.
13) نور الانتقال:
فهو النّور الذي كان يبصر في عين أبيه و أمه، و ما سمع في ذلك بعد ما حملت به أمه، و كونه e ورث ذلك منهم بعد ولادته، و انتقاله من الظهر الظاهر؛ إلى الظهر الطاهر .
وحكى أبو الفضل عياض رحمه الله، أنّه كان كل من تقدم من آبائه e إذا أوقع في الرحم ما أودع اللّه تعالي في ظهره من نطفة المصطفى e يجد الفراغ و الكسل و تختل عليه أحواله كلها حتى جاهه في الناس، هذا بالنظر إلى مكانه الأول وهذا النّور كشف له عن نورانية نطفته e.
14) نور النّهاية:
فهو نور اللّه تعالى الذي ختم به النّبوة و انتهى الأمر عنده، و صور التّكميل بالجملة، و هذا أظهر له e أنه خير الرسل، فإنّه نسخ ما ظهر أنه صاحب نهاية الأمور الذي يرجع إليه، والكامل الذي لا يمكن أن يزاد فيه و لا ينقص منه.
15) نور التّضمن:
فهو الذي كشف له به أن الذي كان عليه أسهل وأكمل من الذي سلكه أبوه إبراهيم عليه السّلام، فإنّ هذا كان في أمره كالمختار المحبوب و أبوه كالطالب المجتهد، و قصة انتقال سيّدنا إبراهيم عليه السّلام تعلمك بالحال.
16) نور التّسخير:
فهو كشف له e أنّه الغاية في السموات والأرض، وأن القمر انشق له، والكواكب سخرت لحفظ نظام ملّته، وتلك أيضا معجزة ظهرت في مدة ملّته eوهي باقية وغفل عنها كثير من النّاس، وهي الشّهب التي ترسل على الشّياطين، و ما ذلك إلاّ بركة كتابه ولأجل موضوعه، وكذلك الملائكة من تسخيره وخدمته، فإنّها تكتب فضائل أمته e وقاتلت معه e ، وإلى الآن أولياء أمته في منادمتهم و مخاطبتهم مشافهة، وكذلك الصّور الرّوحانيّة كلّها، وهذا نور كشف له أنّه المدلّل في السّموات والأرض، و في كل العوالم.
17) نور العادة :
فإنّه أظهر في أيام الدّنيا وأيام العالم، وأيام الدّين من العدل وصلاح الأحوال، وسياسة المنزل والتّدبير المحمود، فأظهر له أنه الحكيم الأعظمe .
18) نور الإتباع:
فما ظهر لهم من النّصر بالسّنان، فإنّهم استفتحوا بلاد الكفر من بعده e، و ما فتح اللّه به وما ظهر على رجال أمته من الكرامات؛ على العلماء من العلوم على أنحائها.
وبالجملة ظهر أن الأمر فيه مع الأنبياء والرّسل هو الأمر فيهم مع علماء والملل و الدّول، و قولهY: [وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ].
19) نور اللّواحق.
فما بعده من الآيات التي أخبر به، وما أيضا في العالم من العجايب فهي له حتى فضائل أمّته فإنها هي فضائله.
فإن قلت: لا تحصر كراماتهم و علومهم، فقد قلت: لا نهاية لمعجزاته e، فإنّه الأصل في ذلك، والذي يفيد الكرامة بتبعيته هو الكامل، حتى أن هذا النوع باتباعه يترجح على المعجزة الحاضرة معه، فإنّ تلك بإزاء تكذيبه و لضرورة المعاند، و هذه من عند اللّه على جهة الإكرام، ثمّ هي أيضا مركبة بزيادة أمر محمود و هذا أظهر له e أصل كل فضل و سعادة و عناية.
20) نور الجاه:
فهو كشف له أنّه واحد اللّهY في التّخصيص، والشّفاعة تدل على ذلك و أشباهها.
21) نور الخطابة:
فكونه الذي أوتي جوامع الكلم e .
22) نور المقايسة:
فهو كشف له أنه إذا جمع في الذهن جميع الأنبياء و الرسل في تقديره لفضلهم، ودليله أنه أعلم الخلق باللّه تعالى، والدرجة التي هناك لا تقاس بما بعدها، وإن تعددت فإن المجموع لا يقوم منه ما يساوى، فإن الذوات لا تتحد، فاعلم.
و أيضا إذا قلنا: إنه أفضل من الخليل u فالمرتبة أوالدّرجة التي يفضله بها أي شيء يقاس بها لابدّ لها من تنظير تنظر معها، ثمّ سلمنا أنه أرفع الأنبياء منزلة في الجنّة، و الكلّ دونه فلا ينفع ما عظم واجتمع، فإنّه مع ما هم فيه ينظر إليهم من تحت.
فاعلم ذلك ولا تقس الأمر فيه بالمحسوس، فتقول: هو صاحب ألف درهم في التّمثيل، وهم من مجموع الكلّ منهم، و إن كان لكلّ واحد منهم مائة جملة .
قيل: ما الأمر الذي نحن فيه هذا يشابهه، فإنك هناك تقيس الأمر بقدره و هي درجة عند اللّه، فاعلم.
23) نور التّفضيل:
فهو يكشف له e على قدره بالنّظر إلى الرسل عليهم السلام، ومقر له بأنّه سيّد ولد آدم عليه السّلام، وقول اللّه تعالى: ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)، فنحن في الأمم مثله هو في الأنبياء والرّسل عليهم السلام.
24) نور الإحاطة:
فهو يكشف له أنه عين المعنى المجموع الذي إليه تصل العناية العلمية والعملية، ومع كلّ محمود محترم يشار إليه فهو الذي أحاط بهاe، و جميع ما تفرّق في الأنبياء اجتمع به و له ولأمته و في ملتهe .
25) نور الحصر:
فهو النّور الذي يكشف له عن الخواص عن المراتب وعن المنامات حتى عن أقصر ما يمكن، فإذا قدرنا أنّه نالها لا يجد أحد بعده ما يطلب مثل ما تقول يتيمة الدّهر عند الملك، لا يملكها أحد معه، كذلك القول فيهe، فله الوسيلة والدرجة الرّفيعة، فهذا هو الحصر فإنّه الذي ملك الأوفى من الكلّ.
26) نور العلامة والدّلالة:
فهو الذي كشف لهe صورة منتظرة ومعتبرة، فإنّ الكتب نطقت به، وكذلك الصّنائع العلمية كلّها حتّى الكهانة.
ومن علاماته أيضا eما ظهر عليه حتّى خاتم النّبوّة الذي بين كتفيه e، وما كان قط لأحد؛ ثم علامات صدقه المتأخرة، وهذا يكشف له أنه كذلك وحده.
و مما ينبغي أن يقال لأهل الكتاب: هذا نبينا e، قد أخبرنا عن أمور قد ظهرت بعده، حتى إن من بعض أتباعه لو تحدّى بها، وجد الصواب في قطع الخصم و أنتم ما الذي أخبركم به هذه أنواره.
27) نور الخصوصية في أول حاله:
فهو الذي يكشف له أنه لا مقام أمامه ولأمر ما بعده، والسّعادة الإلهية فإنّه نال ما منعه الغير في السّعادة.
28) نور الخير المحض.
فهو الذي يكشف له عن كمال ما ظهر منه وما بطن له، فإنّه في نومه معصوم الخيال، وفي قيامه ويقظته لا ينطق عن الهوى، وفي عقله فلم تغلب قط شهوته عقله:
فإن علم الكتاب والفضائل على ما ينبغي، و علم إذا أفرط في ذلك حتى قال اللّه تعالى:
(وَ اذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ )، قيل: من السّنّة.
29) نور اللواء:
وهو النور الذي يكشف له أنه ينشر مجده في القيامةe .
30) نور الانفراد:
فهو الذي يكشف أنه e خير متبوع،- قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) فمتبوعها خير متبوع.
31. نور العبودية:
فهو يكشف له عن الإضافة الخاصة التي هي نفس المنعم فقط، قال اللّه تعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) .
32) نور التزكية:
فهو يكشف له كونه صلّى اللّه عليه و سلّم حجة اللّه على العالمين.
33. نور المكانة الكبرى.
فهو الذي يكشف له عن جلاله e في التّكميل وفي التّحديد وفي التّتميم، وعوالم غير هذه ومعنى غير هذا كلّه.
وأيضا كون بعض أمته يتجلّى للّه خاصة وللناس عامة، وهذه مرتبة أعلى مما ذكر، وبهذا يكشف له eعن أمر ما عند العقول منه ما تفرض مقدمة، و لا تضع قضية، و لا تنقل مخاطبة صناعية و هنا يجب الإمساك عليه فاعلم ذلك كله، و كيف كشف له حتى إن أمورا قلّ وجودها في الملائكة، فكيف في غيرهم! و هذا كشف لنا أنه في عوالم غير هذه، و بقى في ذلك، قال تعالى: (وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ).
فاعلم و لا تقل يا من هو من أهله إلا أنه هو النور المحض، و له ما لا عين رأت و لا أذن سمعت، و لا خطر على قلب بشر.
سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون
وســـلام عـــــــــــــــــــــــــــــلى المــــرسلين
والحمد لله ربّ العالمين